جيل الألفية MILLENNIAL

.. جيل الألفية .. من هم؟

جيل الألفيةهم الذين ولدوا ما بين عام ( 1980-1997 ) يسمى أيضا بالجيل Y او generation me

لم أعرف الا منذ مدة قصيرة أن هناك مسميات تطلق على الأجيال كنت اعرف المسميات المعتادة مثل جيل التسعينات الثمانينات السبعينات الخ ..لكن وجدت ان الأمر تم تصنيفه بشكل مختلف

فهناك الجيل الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية ويسمى جيل( طفرة المواليد ) , يليه الجيل المسمى ب x gen وبعد ذلك جيل Y او (جيل الألفية ), ثم مواليد جيل Z وهم الذين ولدوا بعد عام 2000.

اثناء البحث والقراءة ظننت ان جيل Z هم الذي سيكونون مثار الانتقاد لأنهم بالطبع جيل السوشيال ميديا المولعون بهواتفهم النقالة وعوالمهم الافتراضية , دهشت عندما وجدت ان الأمر مخالف لتوقعاتي و أن جيلنا (جيل الألفية او جيل Y ) من بين الأجيال ينال النصيب الأكبر من النقد والسخرية . بحثت عن الموضوع في عدة مواقع لكن المحتوى العربي كان قليلا او عديم المعلومات لذا بحثت في كل مكان (بنترست , يوتيوب وقرأت مقالات عدة باللغة الإنجليزية) حتى استطيع فهم الامر بشكل افضل و أتمكن من صياغته هنا بشكل يعطيكم الصورة المجملة الواضحة و إعطاء وجهة نظري للموضوع.

تقسيمات الأجيال :

٢٠١٩٠٤٠٧_٢٠٥٢٠٢.jpg

جيل BABY Boomer ( طفرة المواليد )

مواليد عام : 1944-1964

أعمارهم الحالية تتراوح بين:  54-74

“هم الجيل الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية سمي بذلك لأن نسبة المواليد تضاعفت بشكل كبير في تلك الفترة .”

استخدام الميديا: الميديا التقليدية التلفاز , المجلات , الراديو .

التعاملات البنكية: يفضلون الذهاب لفرع البنك مباشرة .

أهم الاحداث في جيلهم :نهاية الحرب العالمية الثانية  , اطلاق الحركة البيئية , وفاة الملك عبدالعزيز (رحمه الله ).

٢٠١٩٠٤٠٨_٢٢٥٥٥٩.jpg

هم مواليد عام : 1965-1979

أعمارهم الحالية تتراوح بين :40-54

استخدامهم للميديا: الجرائد المجلات, الراديو , التلفاز بكثرة , والفيس بوك .

التعاملات البنكية :يجيدون إدارة امورهم المالية عبر الانترنت لكنهم يفضلون الذهاب الى البنك برغم ذلك .

احداث مهمة في تلك الفترة الزمنية :ظهور الحاسبات الشخصية , اتحاد الإمارات تحت اسم دولة الإمارات المتحدة ,حادثة الحرم المكي .

…………………………………………………………..

٢٠١٩٠٤٠٧_٢٠٥١١٩.jpg

جيل الألفية أو جيل y

مواليد عام : 1997-1980

أعمارهم الحالية تتراوح بين : 39-24

استخدامهم للميديا : التلفاز , السوشيال ميديا

تعاملاتهم البنكية : يفضلون استخدام التقنية في إدارة امورهم المالية.

“ينفقون الكثير من المال على تكاليف الدراسة مما يصعب عليهم دفع تكاليف أمور مهمة في حياتهم كالزواج و الحصول على منزل.”

احداث هامة :  (الثورة التكنولوجية للإنترنت والسوشيال ميديا , ركود اقتصادي, احداث 11 سبتمبر

وفاة الأميرة ديانا , غزو الكويت ,ظهور حركة طالبان , انفتاح اقتصادي عالمي ) <<<و خدعة ماكينة الخياطة هذي من عندي^^
……………

بالنسبة للناقدين فنحن جيل الألفية الجيل الغير واقعي, الكسول, الحالم , الذي لايزال لا يستطيع احدهم شراء منزل خاص به فإدراتهم للمال تفتقد البراعة و الذكاء هم الجيل الذي لا يفضل أصحاب الشركات والأعمال توظيفهم لانهم يرغبون بالحصول على الاهتمام والتقدير فورا دون صبر أو بذل جهد او السعي وراء ذلك , الجيل الذي افسد تربية الأطفال , … الخ

لا أخفي اني انزعجت كثيرا من هذه الإنتقادات في البداية لكنني فكرت بها كثيرا ففضلت أن اتخذ وجهة نظر محايدة , ووجدت انها تحوي بعض المصداقية ،أرى الأطفال الآن يفتقدون للسيطرة كنت أضع اللوم على هذا الجيل الجديد و أنهم أطفال عنيدون ولا ذنب للوالدين بذلك .. لكن ماذا لو كان العكس ..؟

أن من جيلنا الذين هم حاليا آباء وامهات مستجدون هم السبب في تنشئة هذا الجيل العنيد المدلل الذي تصعب إدارته او العناية به ..أليس السبب لأنهم يرغبون بأطفال مثاليون بعيدون كل البعد عن الأخطاء و العثرات ..!

في مجال العمل , نرغب بالحصول على وهج التميز فورا في الأسابيع او الأشهر الأولى من دخولنا مجال العمل وكأن هذه الشركات المهمة والعاملة منذ سنوات تنتظر اللحظة السحرية لقدوم هذا الموظف الجديد ليقدم لهم الأفكار المتفردة والخطط العبقرية التي ستنهض بالشركة الى الأعلى وفي غضون وقت قصير لابد ان نصبح في منصب عال مهم و إن حدث غير ذلك فهذا يعني أننا فشلنا ..!!

أليس هذا التفكير بعيد عن الواقعية ..؟ مليء بالأحلام البراقة الجميلة ولكن ..للأسف فإنها لاتزال غير واقعية !

من اين أتتنا هذه الأفكار ..؟ لم أبناء جيل (طفرة المواليد) و أبناء (الجيل z ) الحالي لا يفكرون كما نفكر نحن أبناء { الجيل Y }؟

يقول ابن خلدون في مقدمته : {” اختلاف الأجيال تبعا لاختلاف نِحَلهم” أي طريقة عيشهم }

كنت أتساءل مالذي اختلف خلال هذه المدة ، منذ الستينات وحتى العصر الحالي ..؟( الحالة المادية , التعليم ,الرفاهية ,اجل صحيح كل هذا يؤخذ بالحسبان ..)لكن برأيي الشخصي أجد أن الأمر كله يكمن في الإعلام ،للإعلام قدرة عجيبة على صنع الأفكار و تغييرها برغم ان البرامج و الأفلام في فترة التسعينات كانت فترة ذهبية ويحتوي الكثير منها على أفكار مبهرة و تربوية وإبداعية إلا ان فكرة واحدة أظنها كانت المسيطرة ولها النصيب الأكبر في الاستقرار في عقولنا, فقد كانت تروّج لنا منذ سنوات منذ طفولتنا المبكرة حتى مراهقتنا..

( فكرة البطل الخارق الذي ينشأ نشأة عادية بسيطة ثم يجد نفسه يوما وقد تحول ذو قوى خارقة ليقوم بالأعمال الصعبة التي لا يجيدها أحد سواه.. ينقذ الضعفاء يحل المشكلات يغير العالم بأسره يحاط بالمعجبين والمحبين الذين يشكرونه على وجوده في هذه الحياة )

قصص الأطفال التي كانت في جيلنا “الأبطال الخارقون , الفتيات الفقيرات اللاتي يعشن حياة بسيطة ثم يظهر الأمير الوسيم لترتقي معه الى عالم مختلف في قلعة مليئة بالسعادة والفرح ، القصص المليئة بالأصدقاء الأوفياء الذي يبذلون أرواحهم في سبيل المحافظة على العهد الذي قطعوه معا “

لذا عند أول خيبة امل نصاب بالحيرة , والارتباك !! نحن جيل محمّل بالمشاعر الممتزجة ببعضها نشأنا على المبادئ والعطف والشغف ..وحب التواصل مع الآخرين و الإهتمام بهم .لكن هذا يجعلنا عرضة للصدمات والغضب والاكتئاب والتفكير المطول الذي لا يعود علينا بشيء سوى لوم أنفسنا ..ماذا لو كنا مخطئين في طريقة تعاملنا مع احداث الحياة ومواقفها !

{ماذا لو لم تصبح بطلا أبدا …..! }

{ماذا لو قطع صديقك الوفي عهد الصداقة ثم تجاوزك بلا مبالاة  …! }

{ماذا لو كنت موظفا عاديا وستبقى موظفا عاديا للأبد …! }

قد تمضي سنوات عملك ووجودك مشابه لوجود أي موظف آخر أو أقل منه ، لن تقترح فكرة عبقرية تنقذ الشركة التي تعمل بها من معضلة ضخمة وربما أيضا يتم فصلك لمحاولة تفادي بعض الخسائر لهذه الشركة ..؟”هل هذا محبط ..؟ محبط جدا .. اليس كذلك ؟ لكنه يحمل واقعية كبيرة .. هل هذا يعني انك فشلت ؟!”

“لا ,, لم تفشل هي مشاكل ظهرت في طريقك . .نستطيع تجاوزها أيضا لولا نظرتنا المثالية للأمور هي التي تصعّب علينا هذا وعندما تعلم انك لست بطلا انما شخص عادي “

نحن أبناء الالفية ننزوي على انفسنا ونصاب بالاكتئاب لأشهر ثم نلوم الناس ونلوم عدم اهتمام العالم بنا و أنه لا يقدر مواهبنا الثمينة ..معنوياتنا المرتفعة ستهبط للقاع لكن أكرر

“انت لم تفشل والحياة لم تنتهي والفرص لاتزال موجودة”

هل نرى هذا الجزء الأخير من الجملة لا، ربما نراه لاحقا لكن في البدء سنرى أننا فشلنا واننا محبطون جدا”

هل تعلم ان أفراد الجيل z الذين أتوا من بعدنا قد يتقبلون الأمر بشكل أفضل مما نفعل ..يصنّف أفراد الجيلZ إنهم واقعيون جدا < أجل هم مهووسون بالتقنية و لا يستطيع أحدهم الانتباه لمدة تتجاوز ال8 ثوان لكنهم واقعيون بعيدون عن الدراما التي يحيط بها جيل الألفية انفسهم بها ..

الكتب التي نقرأها منذ المراهقة .. “أظهر المارد الكامن ,ابحث عن شغفك , كن مميزا , كن الأفضل الخ ..

كل هذه الكتب تملأنا بطاقة عجيبة رائعة لكن مؤقتة.. ثم تختفي , هناك بعض الكتب تستثنى لأنها تحمل قيما وافكارا تطويرية حقيقية وليس مجرد احاديث منمقة تنفش الريش وتجعلك تعلو في سماء السعادة المتخيلة..

جميعنا نرغب بأن نكون الأفضل و الأكثر مهارة لكننا ننسى أن هناك ما يسمى بالتدرج ..فلن تقفز الى القمة في لحظة كما يحدث في الأفلام ولن تستيقظ يوما لتجد انك أصبحت الأروع والأكثر خبرة لابد ان تمر بخطوات تدرجية حتى تصل لهدفك وتصبح عندها كما تحب أن تكون.

تلك الكتب والقصص والأفلام التي شاهدناها أعتقد أنها كانت السبب الأول في بناء هذه الشخصية الحالمة الغير واقعية لأبناء جيل الألفية , انا لا أنتقد الأحلام بل أعلم أنها وراء سبب تطور الانسان ونجاحاته لكنني حقا كفرد من هذا الجيل أجد أننا نحيط افكارنا وعقولنا بقالب درامي يؤثر على حالاتنا النفسية والمزاجية و اتخاذنا للقرارات .

العجيب ان يتفق جيل (طفرة المواليد) أي أبناء الستينات مع جيل Z الحالي بالواقعية والاتجاه مباشرة للهدف باستثناء أن جيل (طفرة المواليد ) يتميز بأنه أكثر سكينة وهدوء ..لازلت أؤمن أن جيل الألفية مختلف و قد برز فيه أشخاص كثر صنعوا عالما من النجاحات والأفكار الخلّاقة ، و أنهم ينهضون بعد الخيبات أكثر قوة وصلابة و إصرارا لكنهم ينهكون انفسهم كثيرا حتى يصلوا الى تلك المرحلة ، لو أننا نتجه مباشرة نحو الهدف دون أن نسبب ضغطا كبيرا على أنفسنا , أن نسعى كأبناء الستينات و ندرك أن الأخطاء جزء من هذا النجاح و أن الخيبات يمكن تداركها ,و لن يأتي احد في يوم وليلة يقفز بك من عالمك البسيط الى عالم مختلف الا اذا سعيت لذلك , عندها ستسهل طريقة تعاملنا مع بعض الأمور التي قد تعيق تقدمنا لتبقى لنا بصمة مختلفة عن بقية الأجيال .

^^^

أن تكون لنا بصمة مختلفة عن بقية الأجيال…!!!

أليس هذا نوع من الأحلام البراقة أيضا ..؟

يبدو كذلك , لكن ربما هي سمة جيلنا المنفردة التي سنتميز بها للأبد ..

《  أننا جيل .. حالم  》

 

7 Comments اضافة لك

  1. Bashayer Fahad كتب:

    « أننا جيل .. حالم »

    تدوينة جميلة استمتعت جدًا جدًا بقراءتها، وبما أنني من جيل التسعينات y كان شعوري مشابهًا لشعوركِ حينما قرأت الانتقادات ..😂 ولكنني رضيت بعد كلمتك بالأخير وهو تميزنا بأننا جيل حالم.
    وأظن بأن معرفة معلومات كهذه يمكنها مساعدة العديد من الأشخاص بالتغيير من وجهات نظرهم وبعض معتقداتهم.
    وفعلًا موضوع شيق، اشكرك جدًا على حرصك لنقله لنا ..✨

    Liked by 1 person

    1. Dawn Depth كتب:

      يسعد اوقاتك يا بشاير ، صحيح لما نوسع مداركنا تتغير بعض افكارنا ووجهات نظرنا لكن نحافظ على ميزتنا “بأننا جيل حالم “♥️

      إعجاب

  2. Rawan M. كتب:

    جمممييلة جميييييلة التدوينة استمتعت بكل حرف فيها ♡♡
    وعلى إنه الكلام نرفزني في البداية الا انه عجبني كثير بالاخير 😍👌🏼 عالاقل تطمنت عالجيل اللي بيجي من بعدنا 😂

    جيل الألفية جيل مثقف وعارف موقعة من هاذي الحياة رغم إنه نشئ نشأة مدللة إجمالا لكن أشوف إنه التجارب اللي يمر فيها راح تكبره وتزيده حكمة أكثر من أي جيل ثاني 👌🏼

    وأنا جالسة أقرأ تذكرت كلام خالي يقول كيف قبل عشرين سنة مين كان يتخيل انه بيجي جيل أمهات يحرصون على الرضاعة الطبيعية أو يرجعون للحركة الزراعية أو البيئة النظيفة!

    جد أنا فخورة إني من جيل الألفية 🙏🏼

    Liked by 1 person

  3. لما كتب:

    مواليد ٩٩ و٩٨ وين؟ مع اي فريق😂

    إعجاب

  4. Joharh World كتب:

    من زمان ما قرأت تدوينه فيها معلومة جديدة تماما علي.
    جدا حبيت موضوعك واشكر جهدك في البحث عنه و كتابته في هالصورة المرتبه الجميله.
    و لازال الموضوع فعلا يستحق البحث بالنسبه لي، لأنه فعلا فكره جديده علي
    يعطيك العافيه

    Liked by 1 person

  5. lilyaser كتب:

    تدوينة رائعة ومجهود موفق..طبعاً كنت أعتقد أن جيل الالفيه هم المواليد من عام 2000 ،، لكن اتضح لي الان ان هذا هو جيلنا..
    بعد قرأت التدوينة انتبهت فعلا ان جيلنا درامي وفي نفس الوقت ايجابي اكثر من المطلوب لكن اللوم ليس كله علينا..لاننا تربينا على اننا (مميزين ورهيبين وماحد مثلنا ، واحنا ماقصرنا صدقناها ) وكما قلتِ نحن حالمون جداً، فانتظرنا أن يظهر تميزنا من غير مجهود..الجيل الذي يلينا واقعي جدا وصراحته تصل حد الوقاحه…لكن كلنا عندنا عيوبنا ومزايانا وأي شخص حاول بطريقته ان يتعلم من الأخطاء سواءً صدرت عنه او عن غيره..تحياتي لك ولقلمك الجميل

    Liked by 1 person

أضف تعليق